elshaml
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
elshaml

رياضة اسلاميات خدمات المحمول


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الغيبة المحرمة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الغيبة المحرمة Empty الغيبة المحرمة 30/03/08, 02:46 pm

سوزان سوزان


عضو ذهبى
عضو ذهبى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الغيبة المحرمة : من الامراض الهدامة

قال الله تعالى { ولا يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً أيحبُ أحدكم أن يأكلَ لحم أخيه مَيْتَاً فكرهتموه واتقوا اللهَ ان الله تواب رحيم } الحجرات.

اعلم انه على كل مكلف أن يحفظ لسانه عما حرم الله فإن اللسان كما قال الامام الغزالي رحمه الله " نعمة عظيمة جِرمُه صغير وجُرْمُهُ كبير " ثم إن الكلام هو أكثر أفعال الانسان فلزم مراقبة اللسان لأن كثرة الكلام ولو في المباح قد تجر الى الحرام أو المكروه.
وقد تفشت في مجتمعاتنا عادة قبيحة بل ومرض هدام يفتك بصاحبه ويفرق بين الاهل ويباعد بين الاحباب ويكون سببا في البغضاء والتشاحن وهذا المرض هو الغيبة فكان لا بد من تعريف الغيبة وبيان حكمها والتحذير من الوقوع فيها. ان في الآية التي ذكرناها آنفا نهي صريح عن الغيبة وتحذير بليغ. فقد شبَّه اللهُ تبارك وتعالى غيبةَ المؤمن كأكلِ لحمه ميتاً وكفى بها زاجراً عن مثل هذا الاثم القبيح.
أحاديث في النهي عن الغيبة
وعن ابي موسى رضي الله عنه قال : قلتُ يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : " من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده " متفق عليه. يتبين لنا في هذا الحديث صفة المؤمن الكامل الذي يَسْلَم المسلمون من لسانه بحيث يجتنب غيبة أحد من المؤمنين ولا يشتمه ولا يقذفه (والقذف هو ان تتهم مسلماً عفيفاً بالزنا ) ولا يبطش بيده فيما حَرُمَ فلا يضرب مسلماً بغير حق ولو زوجته أو غلامه. وفي هذا الحديث أيضا تعريف للمسلم التقي المتحلي بالاخلاق الحسنة الحميدة التي حضّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على التخلق بها.

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال " هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس (أي يغتابوهم) ويقعون في أعراضِهم " رواه أبو داود.

وقد عَرّفَ الرسول صلى الله عليه وسلم الغيبة لما سئل عنها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون ما الغيبة؟ قال : " الله ورسوله أعلم " . قال :" ذِكْرُكَ أخاك بما يكره " قيل " أرأيت ان كان في أخي ما أقول " قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " رواه مسلم. فالغيبة التي حرمها الله أن تذكر أخاك المسلم بما فيه من العيوب وهو يكره أن تذكرها. وأما البُهتان فهو ذكرك أخاك المسلم بما ليس فيه بما يكرهه. وإثم البهتان أشد من إثم الغيبة.

حُكم سماع الغيبة :وليُعْلَم أنه كما يحرم قول الغيبة فإنه يحرم سماعها أيضا فقد قال الله تعالى في وصف المتقين { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه } القصص. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من رَدّ عن عِرْضِ أخيه ردّ اللهُ عن وجهه النارَ يوم القيامة ". رواه الترمذي. وفي هذا دليل على حُرمة سماع الغيبة فمن حضر مجلساً يشتغل أهله بالغيبة والوقوع في أعراض الناس فعليه أن ينهي عن الغيبة إن كان مستطيعاً بالقوة وإلا فبلسانه وإلا فارق المجلس منكراً بقلبه ولا ذنب عليه.

الاحوال التي تباح فيها الغيبة :

واعلم، أخي المسلم، أن الكلام الذي فيه ذكر أخيك المسلم بما فيه بما يكرهه للتفكه والتسلية هو الغيبة المحرمة والغيبة لا تباح إلا لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول اليه إلا بها :
- كالتظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم الى القاضي وغيره ممن له ولاية أو قدرة على انصافه من ظالمه فيقول : ظلمني فلان بكذا.
- أو ما يكون لسبب الاستعانة على تغيير المنكر المعاصي وزجر مرتكبها فيقول لمن يقدر على إزالة المنكر: فلان يعمل طذا فازجره عنه، ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل الى إزالة المنكر ولا يكون مقصوده فضحه والطعن به وتهشيمه.
- وتجوز الغيبة للاستفتاء كأن يقول للمفتي : ظلمني أبي أو أخي أو زوجتي أو فلان بكذا فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه وتحصيل حقي ورفع الظلم عني ؟ ونحو ذلك فهذا جائز للحاجة.
- وتجوز الغيبة أيضا لتحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ومن ذلك المشاورة في مصاهرة انسان أو مشاركته أو ايداعه امانة أو معاملته بغير ذلك ومجاورته، بل يجب على المستشار أن يكشف حال من يسأل عنه إذا كان في السكوت عنه ضرر فيذكر المساوىء التي فيه بنية النصيحة.

التحذير من المتعالِمين الغشاشين :
أخي المسلم، لو أنك علمت أنه يوجد قاطع طريق يقطع على الناس طريقهم ليلاً ويسلبهم أموالهم أو يقتلهم فما عساك أن تفعل إنْ علمتَ أن مسلماً يريد أن يسلك هذا الطريق ؟ أليس الواجب عليك أن تحذره وتخبره بوجود قاطع الطريق أم أنك تسكت عن ذلك ؟ وتعلم أنه بسكوتك يلحقه ضرر ولو نصحته لقَبِلَ منك. فإنك إن سكت حينئذ فأنت آثم مذنب.

وكذلك الامر إذا علمت بوجود شخص يدَّعي العلم ويتصدر مجالس التدريس باسم الدين وتصدر منه فتاوى باطلة غير شرعية ويتفوه بكلام مخالف لكتاب الله ولكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وقد التف حوله اناس يُعظمونه ويتلقفون عنه كل ما يقول ولو كان مخالفا لشرع الله فهل عساك تسكت مع القدرة على الانكار ؟ أم أنه يجب يجب عليك أن تنصح الناسَ وتحذرهم منه وقد قال أبو علي الدقاق رضي الله عنه " الساكتُ عن الحق شيطان أخرس ".
إذا فالتحذير مما يوقع في النار في الآخرة أولى وأهم من التحذير من أمر يضر المرء في دنياه.

والله تعالى اعلم واحكم

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى